مرت أشهر عدة ظل فيها أبو الأمواس يبحث عن
مجال عمل جديدة,لكن شي غريبا بداخله كان يجذبه دائما إلي الملعون "صاحبة
الجلالة"شئ أشبه بعروسة البحر حينما تناجي بني الأنسان ,فأجاه رفيق دربه
بمكاملة هاتفية
الو عامل ايه يابني
تمام الحمد لله انت اخبارك ايه
تمام الحمد لله بقول ايه دلوقتي في وكالة
انباء كلمتني عايزين محررين ومترجمين , ايه رايك
ماشي تمام
قابلني بكرة في العنوان ده شارع أل سعود جنب
برج النيل الإداري الساعة 4 عندنا معاد مع رئيس تحرير الوكالة
أصطحب أبو الأمواس موضوعات الصحفية ونسخة من
مشروع التخرج وذهب إلي المقابلة , قضي هو ورفيق دربه ما لايقل عن الساعة والنصف في
إنتظار مجئ رئيس التحرير الذي حضر في السابعة مساء
حضر الرجل" كان قصير القامة بدين الجسم
مرتديا بدلة فاخرة " صعد أمامهم إلي مكتبه في الطابق الثاني من المبني بعدها
بدقائق أستدعي رفيقه ثم أستدعاه
بمجرد رؤية الرجل تذكره أبو الأمواس فهو
نائبا لرئيس تحرير جريدة قومية معروفة ورئيس القسم الرياضي بإحدي المجلات التي
تنشر أخبار أحد أكبر الأندية الرياضية في مصر
رحب الرجل بالضيوف صحفيي المستقبل وبدأ في
التعرف عليهم ثم كلفهم بمهمة ترجمة بعض النصوص الصحفية التابعة للوكالة علي أن
يحضرا في الأسبوع القادم بعد أن ينجزا ما هو مطلوبا منهم
حضر أبو الأمواس برفقة رفيق دربه بعد أن أنجزا
ما هو مطلوبا منهم علي أكمل وجه ثم قاما بتسليمه للسكرتيرة منتظرين رضاء صاحب
الجلالة وموافقته علي مقابلتهم وأخيرا حدثت المقابلة
بدأ الرجل موجه كلامه إلي رفيق درب أبو
الأمواس , قائلا
كيف حال لغِتك العربية ؟
رد قائلا: يعني الحمد لله
ثم وجه السؤال نفسه إلي أبو الأمواس مضيفا
إلي سؤال أخر وهو " إعراب كلمة "بسم الله الرحمن الرحيم "
فجاء رد أبو الأمواس
-
بسم:
الباء.: حرف جر،
اسم: اسم مجرور
، ولم ينون لانه مضاف
-
الله: إسم علم مضاف اليه مجرور وعلامة جرة الكسرة
-
الرحمن الرحيم: نعتان لـــــ( الله)مجروران وعلامة جرهما
الكسرة
لم يعرف أبو الأمواس الهدف من السؤال لكنه أدي الإجابة
المطلوبة
كان حديث الرجل أشبه بحديث أبو جهل في الأفلام الدينية حيث
كانت لغته التي يتحدث بها هي العربية الفصحي
كان يستوقفنا أثناء الحديث ليختبر معرفتنا بالأسس اللغوية
قاطعا متسائلا
المقِعد أم المَقعد , ثم سألنا أن نقوم بالتفرقة بينهم , ثم
دخل إلي الشرفة الموجودة بمكتبه وأستدعانا ثم أستدعي السكرتيرة
ياهناء,أحضريلي سيجارا من داخل المكتب , قام بإشعال السيجار
ثم بدأ ينفس دخانه في وجوهنا متحدثا عن أضرار التدخين ناصحا إلينا بالإبتعاد عنه
ثم أستمر في أسئلته العميقة علي شاكلة " ما هي أقدم
لغة علي الأرض- ماذا تعني كلمة أدم ,بعدها دخل إلي مكتبه مرة أخري وبدأ في الحديث
عن إنجازاته الشخصية فهو الذي أكتشف وفاة الزعيم الروسي بيرجينف قبل الأخرين من
خلال حاسته الصحفية التي ليس لها مثيل , كان الرجل متكبرا متجبرا متهكما في بعض
الأحيان ثم في النهاية نصحنا بالقراءة الغزيرة
أحس أبو الأمواس بأن الرجل يعاني مرضا نفسيا حاول أن يخرجه
من خلال إظهار قوته الصحفية وثقافته الموسوعية ثم في النهاية أبلغ أبو الأموس
ورفيق دربه بأنه يريد أن يختار واحدا منهم كي يلتحق بالعمل معه داخل الوكالة علي
ان ينتظر الشخص الذي سوف يقع عليه الإختيار مكالمة هاتفية من الإدارة وفي النهاية
وقع الإختيار علي رفيق الدرب
قامت الثورة وتنحي المخلوع , أحس أبو الأمواس أن حلم
الكتابة بدا يرواده من جديد بعد أن قام بكتابة بعض التدوينات علي صفحته الخاصة علي
موقع التواصل الإجتماعي"فيس بوك" كانت أغلبه تتبع ميوله السياسية التي
أزدادت بعض الثورة ,وهنا وجد إعلانا علي إحدي الصفحات نصه الأتي" دورة
تدريبية في فنون التحرير الصحفي والإعداد التليفزيوني " علي أن يعقب الدورة
تدريب لمدة شهر للمتدربيبن داخل إحدي الجرائد الخاصة ذائعة الصيت , أحس أبو
الأمواس أن الفرصة أمامه أصبحت سانحة , للدخول لعالم صاحبة الجلالة من أوسع
أبوابها.
دخلت المحاضرة
وهي الإستاذة "بطة خير" إحدي كتاب الجريدة ذائعة الصيت, كانت سمراء تشبه
الرجال إلي حد ما مرتديا الجينز كانت من معتنقي الفكر اليساري كان يبدو ذلك من
مظهرها وكان الإستنناج في النهاية صحيحا,تحدثت عن الصحفيين مشاكلهم , من هو الصحفي
الناجح, صفاته وطبيعة عمله, كان الحديث إلي حد ما مشوقا حيث أبتعد عن الحديث النظري
العقيم الذي أعتدناه في الدورات التدريبية في التعريف بالخبر والتحقيق والمقال,في
المحاضرة الأخري والأخيرة والتي تحدثت فيها عن الإعداد البرامجي وكتابة السيناريو
الإذاعي والتلفزيوني
,ثم قامت في
النهاية بتوجيه المتدربين إلي شخص يدعي" وسام جميل" هو المسئول عن
الراديو التابع للجريدة والذي سوف يتلقي المتدربين دورتهم التدربية به لحين إشعار
أخر, مع نهاية الدورة التدريبية تحدثت السيدة"بطة " الي المتدربين ودار
نقاش حول الأوضاع التي تشهدها البلاد فجاء رد أبو الأمواس
هل مشكلة
المصريين كانت مع جمال مبارك أم مع والده, هل المشكلة كانت في التوريث أم في فساد
الوريث
سألت
السيدة" بطة " أبو الأمواس عن الأقسام المفضلة إليه في الصحافة
فأجاب,
التحقيقات ثم بدا يسرد لها بعض أعماله الصحفية ,بدا علي السيدة "بطة"
الموضوعات التي طرحها أبو الأمواس خصوصا موضوع السيول الذي قام بإجرائه في صحيفة
"أمن الدولة" ثم فجأته قائلة" أنا عايزاك في شغل معايا كلفته بمهمة
صحفية" علي أن يحضر كباقي زملائه من المتدربين غدا إلي مقر الراديو ليتلقي
تدريبه
أحس أبو الأمواس
إن الثورةالمصرية قد نجحت وها هو يخطو أولي خطواته نحو "بلاط صاحبة
الجلالة" لكن الصدمة كانت في الِفل الأعظَم .